مهما كانت الجدران بسيطة في التصميم، هي تعكس عبر الطلاء لغةً جماليّةً؛ إذ لم يعد طلاء الجدران مجرّد خامة من خامات الديكور تهدف إلى إخفاء عيوب الأسطح أو تجديدها، بل هو أصبح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ”مزاج” الساكنين الراغبين أكثر فأكثر في التعبير عن أنفسهم في منازلهم، التي ينغلقون فيها لأوقات طويلة.
الجديد في عالم طلاء الجدران
عن الجديد في عالم طلاء الجدران، تتحدّث مهندسة التصميم الداخلي يارا حمّود لـ”سيدتي”، فتقول إنّه “منذ العام الماضي، هناك توجّه واضح في صفوف معظم الأشخاص، نتيجة طول ساعات المكوث في المنزل، إلى اختيار الألوان التي تحفّز على الصفاء، لذا، ليس مستغرباً أن تروج الألوان الآتية، في مجال أطلية الجدران: الأخضر والأزرق الهادئان والأصفر الدافئ والبيج المائل إلى الرمادي بأطيافه المختلفة والأزرق البنفسجي والأزرق الداكن”. وتشرح عن صفات كل لون من ألوان أطلية الجدران الرائجة، فتقول إن “الأخضر أو الأزرق يشيع في المكان الذي يحلّ فيه إحساساً شبيهاً بتأثيرات الطبيعة المسكّنة، كما يمثّل اللونان المذكوران النموّ والسلامة لأنّهما يريحان العين”. وتضيف أنّه “على الرغم من الميل العام إلى الألوان الهادئة، لا يزال الطلاء الأصفر في صدارة أطلية الجدران، لدور اللون المذكور في إضفاء لمسة من الحياة والدفء إلى المنزل، بخاصّة أن الأصفر يجلب السعادة والإيجابيّة”.
يعرف الأزرق البنفسجي، بدوره، بأنّه “لون ملكي”، وهو مرغوب في الاستخدام راهناً في كساء الجدران، للطاقة التي يستمدّها اللون المذكور من الأحمر والتأثير المهدئ على النفس الذي يحصّله من الأزرق.
أمّا البيج الضارب إلى الرمادي فيقوم بدور الوسيط بين الألوان الأخرى الرائجة في 2022، حسب المهندسة، فهو متحوّر من الأبيض المكسور، وفعّال في إضفاء لمسة من الحداثة إلى المنزل.
فكرة بدأت في الانحسار
من جهةٍ ثانيةٍ، كانت راجت فكرة الديكور الداعية إلى تمييز أحد الجدران في الغرفة عن طريق طلائه بطلاء ذي لون مغاير عن الجدران الأخرى. عن هذا الاتجاه، تقول مهندسة التصميم الداخلي رشا عيتاني، بدورها، لـ”سيدتي” إنّه “بدأ ينحسر منذ مطلع العام الجاري، من دون أن يحتجب نهائيّاً، فالأمر يتعلّق بالطراز المرجوّ تنفيذه”. وتشرح سبب انحسار الاتجاه المذكور في الديكور، قائلةً إن “ثمة حاجة إلى جعل الأماكن الداخليّة تبدو فسيحة عن طريق توحيد ألوان أطلية جدرانها، وتفادي ما يُعرف بالمظهر الشبيه بالصندوق”.
لكن المهندسة لا تقطع الطريق على الراغبين بتطبيق الفكرة في منازلهم، وتنصحهم بالاستلهام من الألوان الرائجة أخيراً في عالم طلاء الجدران، وفق الآتي:
- في الغرفة ذات الجدران الخضر، يصحّ تمييز أحد الجدران عبر طلائه بالزهري المترب (أو بالأبيض).
- في الغرفة ذات الجدران الزرق، يناسب تطبيق الفكرة باستخدام درجة فاتحة من الزهري (أو اللون البرتقالي المائل إلى الزهري).
- في الغرفة ذات الجدران المطلية بـ”الأزرق الملكي”، يبدو الأصفر مثاليّاً للجدار المميّز.
- في الغرفة ذات الجدران المطلية بالبيج الضارب إلى الرمادي، يتحقّق التكامل في الديكور مع التدرج الدافئ من البنّي (أو الأبيض الفاتح للغاية أو حتّى الرمادي أو الأسود).
- في الغرفة ذات الجدران المطلية بالأصفر، يجذب الجدار المميّز بلونه الأخضر الزيتوني الداكن (أو الأرجواني الفاتح أو الأزرق الداكن).
الدهانات الزخرفية
لهواة النقوش في الديكورات المنزليّة حصّة في الموضة الدارجة في عالم طلاء الجدران، إذ يسهل أخيراً خلق التأثيرات التي يحقّقها ورق الجدران في ديكورات المساحة الداخليّة عبر استخدام الدهانات الزخرفية. تضيف الدهانات المذكورة بعداً آخر إضافيّاً، بالمقارنة مع أوراق الجدران ثنائيّة الأبعاد. في هذا الإطار، تشرح المهندسة رشا أن “الدهانات المصمّمة حسب الطلب تخلق تشطيبات فريدة من نوعها لنواحي الألوان والتأثيرات والتصاميم على الأسطح، فهي قد تجعل الجدران تبدو كأنّها ملبّسة بالإسمنت أو الخشب أو حجر التيرازو”. وتلفت إلى أن “دهانات الجدران الزخرفية تمثّل حلاًّ اقتصاديّاً، وهي أيضاً لا تحتاج إلى أي نوع من الصيانة، لأنها مقاومة للخدوش، كما لعوامل الطبيعة”.
4 نصائح
1 اختيار طلاء ذي لون خفيف، في حال الرغبة في تطبيق فكرة “الجدار المميّز” في الديكور.
2 أخذ إضاءة الغرفة، الطبيعيّة منها والصناعيّة، بالاعتبار، قبل اختيار لون الطلاء.
3 تجربة لون الطلاء على بقعة صغيرة قبل التنفيذ.
4 اختبار مدى الانسجام بين طلاء الجدران وأنسجة المفروشات عن طريق جلب بعض عيّنات الأقمشة إلى محل بيع الدهانات.